المسلة نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الساحر .. للكاتب فيلكسي

اذهب الى الأسفل

الساحر .. للكاتب فيلكسي  Empty الساحر .. للكاتب فيلكسي

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 17, 2016 11:02 pm

ا
الساحر .. للكاتب فيلكسي  52907914

الثلاثاء 18تشرين الاول 2016
الساحر .. للكاتب فيلكسي  14569710

كان بوسع أحد السحرة الطيبين أن يحول الرمل سكرا والماء حليبا بيْد أنه لم يفعل أيا من هذه الأشياء لأنه يؤمن أن المعجزات لا تحدث في هذا العالم. ذهب ذات مرة إلى نهاية العالم وعندما وصل إلى هناك جلس وترك قدميه تتدليان فوق الحافة. ونظر إلى النجوم والقمر والكواكب المختلفة.
وفجأة أحس الساحر يشخص يقف جنبه. وعندما نظر رأى ديكا جاثما على الحافة نفسها وقد راح ينقر النجوم على مهل. سأله الساحر بقلق: " ماذا تفعل؟" إننا سنبقى بلا نجوم بهذه الطريقة فتوقف الديك عن النقر قائلا:هذا صحيح. لم يخطر هذا الأمر ببالي. ولكن يجب أن تتفق معي على أنه لا يوجد شيء آخر أنقره.
فسأله الساحر: لماذا جئت إلى حافة العالم؟
فأجابه الديك: لم يكن لدي خيار آخر هكذا تفعل بك الحياة ولا تستطيع أن تغير شيئا.
أراد الساحر أن يعرف كيف تسير الأمور مع الديكة. وكان الديك راغبا في أن يخبر الساحر بذلك فقد تبين أنه لم يكن ديكا على الإطلاق بل رجل مثل الساحر الطيب تماما إلا أنه كان أصغر عمرا. وأوضح الديك أنه كان متزوجا من امرأة فائقة الجمال وقد أحبها أكثر من أي شيء في العالم حتى أن أصدقاءه أخذوا يسخرون منه. قال الديك: وهكذا حولني أحدهم، وكان ساحرا خبيثا، إلى ديك. وها أنا الآن مثل الدجاج كله... وأغمض الديك عينيه. وهذا هو السبب الذي جعلني أهرب إلى نهاية العالم. واختتم الديك حديثه قائلا: لو استطاع أحدهم أن يحل السحر الذي وقع عليّ ويبطله لعدت إلى زوجتي وعشت مرة أخرى كبقية البشر.
- أجل لو... تنهد الساحر ولكن المعجزات لا تحدث... وهكذا جلسا على حافة العالم وتكلما عن الحياة. وفجأة قال الساحر:
- لماذا نحن جالسان هنا؟ علينا أن نذهب ونقضي الليلة في أحد الأماكن. سار الساحر والديك على امتداد حافة العالم وكأنهما على ضفة نهر كبير وغالبا ما كان الديك ينادي الساحر: انظر يا لها من دجاجة جميلة! ثم يبدأ بتوبيخ نفسه على الفور: آه! أي مخلوق أنا... إنني وقح وتافه.
وفي ساعة متأخرة من الليل وصلا منزل الدب.
قال الدب: ادخلا وإن كنت لا أملك إلا القليل لأقدمه لكما فالمؤن عند حافة العالم... إنكما تفهمان! وسأله الساحر: كيف أتيت إلى حافة العالم؟ قال الدب وقد أجلس ضيفيه: لا مانع لدي من أن أخبرك. إنها قصة طويلة... إنني لست دبا ولكنني كنت ديكا أصيح وأكسب قوتي وكان لدي الكثير من الحنطة والشوفان والذرة فما أجمل أن تكون ديكا. تنهد الدب ونظر إلى الديك وهو يواسي نفسه. ولولا العسل لعشت من دون أن يكدرني همّ في العالم.
قال الساحر: أي عسل؟ ألم تكن تتحدث عن الحبوب؟
قال الديك: أجل لقد كان لدي ما يكفي من الحبوب لكنني أردت العسل. لقد سمعت الكثير عنه لكنك تعلم أننا لا نقتنع بما نملك. وهكذا عندما هبط الظلام ذهبت إلى المنحلة. صمت الدب واعتراه الخجل وهو يخبر الساحر بما حدث لكنه طالما بدأ الحديث فعليه أن يواصل حتى النهاية. وبحذر ولكي لا أوقظ النحل دخلت إلى القفير وبدأت أتذوق العسل الذي لم يكن طعمه مستساغا أبدا لكنني سمعت الكثير عنه فلم أتوقف عن تناوله. لقد التهمت العسل بل فكرت أن أحمل القفير معي لكنني أحسست فجأة أن شيئا ما قد حدث لي!
استدار الدب ومسح أنفه بقطعة من القماش واستأنف حديثه قائلا: لقد اختفى ريشي وجناحاي وحل محلهم هذا الفراء وهذه المخالب ولكن الشيء الرئيس هو أنني فقدت صوتي فاسمع وصاح الدب حتى ارتعد كل ما حواليه. قال الساحر: لقد أصبح لديك صوت لكن الدب دفعه بكفه: أي صوت هذا؟ كان عليك أن تسمعني من قبل... وحاول أن يصيح مرة أخرى فشعر بالارتباك وقال: لا لم يخرج صوتي بشكل صحيح. آه ليتني أتحول ديكا مرة أخرى! قال الساحر: ليس هناك أمل فالمعجزات لا تحدث. وهنا سمعوا صوتا من الأعلى يقول لهم: السلام عليكم جميعا. وإذا برجل ينظر إليهم في المغارة. قال الدب وقد راح ينظر إليه: من أنت؟ لست صيادا على أية حال؟
قال الرجل: لا. أي صياد أنا؟ إنني لست رجلا على الإطلاق. لقد ولدت وعشت دبا لكنني في شيخوختي أردت أن أصير رجلا فالأمور مع الرجل تسير على ما يرام فهو يحصل على التقاعد. لكنني أرى الآن أنه ليس سهلا أن تكون رجلا ولهذا أنا أبحث عمن يعيدني دبا فضرب الساحر رأسه قائلا: المعجزات لا تحدث!
ظل الجميع جالسين في مغارة الدب وكان مزاجهم عكرا حقا!
قال الديك: ليتني عدت إنسانا
وقال الدب: ليتني عدت ديكا
وقال الرجل: ليتني عدت دبا
قال الساحر وقد استوعب الأمر مليا ولم يعد يحتمل المزيد: " ليتحول كل فرد حسب رغبته!" وفجأة تحول كل واحد منهم إلى ما رغب لأن الكلمات قالها الساحر ولم يتفوه بها شخص اعتيادي.
نظر الساحر حواليه فرأى ديكا ودبا ورجلا جالسين في المغارة نفسها بشكل مختلف بعض الشيء. وشعر كل واحد منهم بالسعادة والمرح. كان الديك يصيح والدب يمص إحدى يديه وينهش الأخرى وجلس الرجل مبتسما. قال الساحر ماذا حدث؟
هل حدثت معجزة؟ ولم يمكث هناك وقتا طويلا ليبقى يتساءل...
وفجأة توقف الديك عن الصياح وكفّ الدب عن نهش يده وتوقف الرجل عن الابتسام. تنهد الديك قائلا: ما أجمل أن تكون دبا تدخل مغارتك وتمص يدك فاعترض الدب قائلا: لا قل ما تشاء ولكن من الأفضل أن تكون رجلا لكن الرجل لم يقل شيئا بل نظر إلى الديك متأملا. وبدا الأمر كأن معجزة حصلت.
فكر الساحر وهو يرمق الجميع بنظرة:
- لا قولوا ما تشاؤون ولكن المعجزات لا تحدث في هذا العالم.

Admin
Admin

عدد المساهمات : 449
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/06/2013

https://almassalh.arabepro.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى