شطحات الدم_3_ .... قصيدة للشاعر علي سرمد

من طرف **Admin** الجمعة يناير 20, 2017 7:09 pm

الصفحة الثقافية >> ثقافة

آخر تحديث : 20 / 1 / 2017

شطحات الدم_3_ .... قصيدة للشاعر علي سرمد 16118510

شطحات الدم_3_ .... قصيدة للشاعر علي سرمد

متثلنا للجحيم

وللغبار المتطاير مِن أجسادنا

لا الأبوابُ تغلق فمَها

ولا الشبابيكُ قائمةٌ،

قُتلنا على حدِّ السيف

وباعونا للملوك بحفنةٍ من رماد الأساطير،

فهل أنا إلَّا خرافةٌ تجري في مستهل العدم

أم أنتِ جسرُ العبور إلى اللانهاية.

أنتِ. ما هذه الوجوه المتقمِّصة سراب الأفق حيث نراها ولا نراها

ما هذه النهارات التي تلبس الجبَّ وترمي بنا حيث الفجيعةْ

دعيني أرمق الغياب وأنتفض

على البحارة عند ارتفاع الموج،

هنا سنبني بيتنا الموعود

حجراً حجراً

ونهدمه كلّما حاول أنْ يأخذَ شكْلَ طيرٍ أو سحابةٍ

فالزمن لا يتَّسع إلّا للهدمِ،

ليس للأسطورةِ بيتٌ هنا

الأماكن كلُّها مملوءةٌ بالأشباح

فلا حاجةَ لهسهسة الليل

عفاريت الجنِّ تتحرك في ذاكرتي من غير رياح

وتذر ما تبقَّى من الدم في المعاجم والكهوف.

لم يطقْ أحدٌ غيرنا هذه الأرض

فكيف تسرَّبتْ شظاياها إلى أجسادنا

ولم نسأل أنفسنا عن ذلك النور الذي أسقط الهاوية في كاحل الدم .

آنليل

هذه الأرض مخبولةٌ

تبحث عن توأمها في مهاميز الغيب

قل لألواحك أنْ تستنشق الهواء من خاصرتي

وَعُدْ إلى الرحم جنيناً عقيما ولا تخف،

سيرثك النور بنظرةِ حبٍّ عان رحيلها من مات ومن سيموت.

عبثاً تتوسدين السحاب

من نهرٍ إلى نهرٍ

وبين راحتيك شجر الكون ينثال مثل الخلائق

على جمر الحصى.

عبثاً تبحثين عن حلمٍ مزّقته الليالي

في أوَّلِ يقظةٍ أدارتْ وجهها لتبحث عن الزمن المنسي.

عن حلمٍ قديمٍ صحا من نومه قبل أنْ ينامَ على وسادة الريح،

لتدرك نفسها أنها ما زالت في أوّل سهرةٍ شرِبَتْ بها

كأساً من الدم الطازج نخباً لها.

هنا لغمٌ وهناك مرثيةٌ

وما بينهما جسدٌ يسبح على مسافةٍ بين العدم والحياة