الحسين (عليه السلام ) يختار العراق
صفحة 1 من اصل 1
الحسين (عليه السلام ) يختار العراق
الحسين (عليه السلام ) يختار العراق
جعفر الدليمي
كان الامام الحسين عليه السلام في المدينة المنورة عام 61ه, حينما طلب منه والي المدينة مبايعة يزيد خليفةً للمسلمين. فما كان من الحسين السبط الا الرفض واطلق عبارته الشهيرة قائلا: (يزيد رجل فاسق، شارب خمر، قاتل النفس المحرّمة، معلن بالفسق، مثلي لا يبايع مثله). ادرك الحسين (ع) خطة الحزب الاموي وعلم ان محنة سياسية مروعة ستحل بالأمة, لذا قرر الحسين (ع) الحركة السريعة والمبادرة لاتخاذ الاجراء المناسب للوضع السياسي الخطير الذي نشأ من تسلم يزيد شؤون السلطة ومقدرات الامة, وهو يعلم ان الامة دخلت مرحلة حضارية وسياسية صعبة لان الحزب الاموي احكم قبضته على الامور, وانها بحاجة الى هزة وجدانية عنيفة وايقاظ سياسي فاعل. هنا كان لا بد عليه من ترك مدينة جده رسول الله (ص) بعد ان ضاق به الخناق الاموي وتزايدت عليه الضغوط من قبل ام سلمة(ر.ض) بعدم الخروج واخبرته ان رسول الله بلغها بقلته فقال لها( وانا اعلم بقتلي يا اماه) فلم يجد اخاه محمد بن الحنفية بد لمنعه وقد غلب عليه حب الحسين فنصحه بالذهاب الى مكة فان تمكن من اخذ البيعة من وفود الحجيج فحمدا لله وان بايعوا غيره تمكن من سلك طريق الجبال والرمال لمدينة اخرى. اخذ الحسين بنصيحة اخوه وجمع اهل بيته واخوته وزينب الكبرى للذهاب الى مكة بعد ان ذهب لتوديع قبر رسول الله وامه فاطمة الزهراء (عليهما السلام). حل الحسين في مهبط الوحي ومدينة السلام مكة المكرمة, نزل في منزل العباس بن عبد المطلب ليمارس مهامه السياسية لما تتمتع به المدينة من حصانة شرعيه في بيت الله الحرام منذ ايام الجاهلية. واخذ الحسين يخطط لأسقاط حكم يزيد ويبعث الرسل الى الامصار ليعلن ثورته على الباطل فبيعة يزيد اخذت بالإرهاب والقسر, كاتبه اهل الكوفة يبايعوه ويستصرخوه من ظلم الحكم الاموي. فكتب الحسين (ع) لأهل الكوفة يطالبهم باجتماع الكلمة ووحدة الصف والوفاء بالعهد فان لأهل البيت تجربة مُرةً مع اهل الكوفة عاشوها في زمن الامام علي والامام الحسن بقيادتهم للجماهير العراقية. بعدها بعث اليهم مسلم بن عقيل ليستطلع اخبار الكوفة ويأخذ له البيعة وما ان تسلم الحسين خطاب مسلم وتقريره عن الوضع السياسي في الكوفة قرر الذهاب اليها خاصة بعد علمه بان بني اميه ارسلوا فرقة من العسكر لقتله ولو كان معلقا بأستار الكعبة وخوفا من انتهاك حرمة بيت الله الحرام عزم على الرحيل الى العراق. انطلق الركب الحسيني من مكة الى العراق في الثامن من ذي الحجة واخذ يحث السير في الصحاري والقفار ليصل العراق الذي يتمتع بمنعة عسكرية لان المدد منقطع عنه من الحجاز ولان الكوفة كانت عاصمة الامام علي عليه السلام وبها الكثير من الشيعة. ولكن الكوفة كانت على عهدها خوانة كما وصفها الفرزدق للحسين(ع) ( قلوبهم معك, وسيوفهم مع بني امية, والقضاء ينزل من السماء, والله يفعل ما يشاء) عندها تيقن الحسين بان الكوفيين خانوا العهد بعد سماعه بمقتل مسلم بن عقيل ووصول الحر بن يزيد الرياحي مع الف فارس لمنعه من متابعة الطريق الى الكوفة واخذ الحسين يسير والحر يسير معه ويهدده بالقتل حتى وصلوا كربلاء في الثاني من المحرم فكان الامر ان يجعجع الحر بالحسين ويمنعه من السير الى اي مكان حتى وصول الجيوش لقتاله او اخذ البيعة منه. وقد عزموا على قتله فقتلوا اصحابه واهل بيته جميعا وحين رفع صوته (هل من ناصر ينصرنا.....) لم يكن الحسين يتوقع نصرا من اولئك الحفاة الاجلاف الذين وقفوا مع طغاة بني امية لقتاله, وانما كان يرفع خطابه لأجيال المسلمين المتعاقبة في مستقبل هذه الامة. ان الحسين عليه السلام كان يقصد هذه الاجيال المتعاقبة ويطلب منهم ان ينهجوا نهجه لجهاد الطغاة والظالمين والغاصبين للدفاع عن الاسلام والمسلمين.
مواضيع مماثلة
» زهير المطيري .. مهرجان ينابيع الشهادة تجسيدا لثورة الامام الحسين " عليه السلام "
» رابطة الإبداع من أجل السلام
» رئيس وزراء العراق يتوجه إلى الهند لبيع المزيد من النفط
» رابطة الإبداع من أجل السلام
» رئيس وزراء العراق يتوجه إلى الهند لبيع المزيد من النفط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يونيو 25, 2017 2:25 pm من طرف Admin
» المايسترو عبد الرزاق العزاوي ...... في ضيافة البيت الثقافي البابلي
الأربعاء مارس 29, 2017 4:56 am من طرف Admin
» امي فيض الحنان....................... احمد جابر محمد
الأربعاء مارس 29, 2017 3:16 am من طرف Admin
» سألتني ذات مساءٍ... أريدُ ورداً و قصيدةً... د . مثنى الأنصاري
الثلاثاء مارس 28, 2017 7:39 am من طرف Admin
» صلة الرحم والتواصل الاجتماعي على مستوى الأسرة الواحد ... ـد.صالح العطوان الحيالي
الإثنين مارس 27, 2017 12:38 am من طرف Admin
» صلة الرحم والتواصل الاجتماعي على مستوى الأسرة الواحد ... ـد.صالح العطوان الحيالي
الإثنين مارس 27, 2017 12:37 am من طرف Admin
» أنا ابنة مدينة يسامح فيها العجينُ رغيفَ الخبز والخباز والنار... شعر : ريما محفوظ / سوريا
الإثنين مارس 27, 2017 12:05 am من طرف Admin
» الشاعران السوريان ... بديع صنقور ونجاح أبراهيم في ضيافة شعبة المبدعين العرب والبيت الثقافي البابلي
الأحد مارس 26, 2017 6:09 pm من طرف Admin
» مبارك .... الدكتوراه
الإثنين مارس 20, 2017 5:23 am من طرف Admin