قصة قصبرة ............. بقلم : القاصة التونيسية إيمان النفزاوي
قصة قصبرة ............. بقلم : القاصة التونيسية إيمان النفزاوي
الصفحة الرئيسية >> ثقافة
آخر تحديث : 1/ 2 / 2017
قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــــ
المقلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : القاصة التونسية إيمان النفزاوي
كان صباحا ثقيلا وباهتا. استفقت على صوت أمي وهي تناديني " أحلام، أحلام، أفيقيواستعدي فاليوم أول يوم في فترة المراجعة".قمت متكاسلة بعد ليلة ممتعة قضيتها مع صديقي في الدردشة، لم تنته إلا مع الساع
ة الثانية صباحا.كالعادة، ومنذ تعرفت عليه قبل أشهر.أفتح حسابي الأزرق لأرسل إليه أجمل أغاني فيروز الصباحية قبل أن يستفيق أو قد أرد عليه إن سبقني هو إلى ذلك. إن هذا الطقس يعد أهم عمل أقوم به بعد ان أفتح عيني مباشرة. أخذت الكمبيوتر من تحت وسادتي وحاولت الاعتدال في جلستي قليلا.ما إن وجدت توازنا لثقل رأسي حتى نادتني أمي من جديد،"أحلام، ألم تستفيقي بعد؟"
أجبتها بتأفف شديد، «حاضر، حاضر، أنا آتية في الحال «. وضعت حاسوبي جانبا وقلت مستنكرة بصوت منخفض وكأنني أحدث نفسي،" أوه منك يا ماما، أهذا وقت فطور الآن"؟
سارعت إلى الحمام للاغتسال. عدت مسرعة إلى غرفتي في محاولة أخيرة لفتح حسابي وما أن لامست زر تشغيل جهاز الكمبيوتر حتى عاد صوت أمي يصيح بي «كفاك تكاسلا ومضيعة للوقت «. تركت الجهاز على مضض وهرولت نحو المطبخ. قالت أمي مشيرة إلى الطاولة،" هذا فطورك". لم يخطر ببالي الجلوس حينهاوتناولت بكليتي يدي كأسا من الحليب أحاول ازدرادهبسرعة.
نهرتينأمي «جلسي، وتناولي فطورك على مهل وإلا ستصابين بسوء هضم وسيضيع عليك يوم من المراجعة". جلست على مضض.
نظرت أمي إلى الساعة الحائطية المعلقة بالمطبخ وصاحت،" اه، لقد تأخرت عن العمل. سأغادر. نلتقي في المساء. راجعي ولا تخذليني حبيبتي «. وما أن تلاشى وقع خطوات أمي وراء باب البيت حتى تنفست الصعداء وطرت نحو غرفتي. أخيرا سأبقى مع "قيسي «. فتحت حسابي وكلي أمل في أن أسبقه وأبعث إليه بأحلى رسالة صباحية.
فوجئت بصعوبة الدخول إلى صفحته،بل لم أستطع إطلاقا. لم أفهم شيئا مما يحصل. وجعلت أضغط بعصبية على مقبض المفاتيح ولكن دون جدوى.فتحت عيني جيدا حد الجحوظ واعتدلت أكثر في جلستي. وصحت بصوت عال "لقد قام بحظري".
أمسكت برأسي بين يدي المرتعشتين ضاغطة على الصداع المتعاظم أكثر فأكثر. شعرت بدموع تنهال فوق خدي المخضبين بالغضب وانفجرت الكلمات من بين شفتي. " كيف له أن يفعل هذا بي؟ لم؟ كل شيء كان على ما يرام ليلة البارحة. لقد اتفقنا على موعد للقاء قريب فور الانتهاء من الامتحانات. ودّعته وتمنيت له ليلة سعيدة. ألم يصله صدق شعوري بعد؟ كيف يفعل هذا بي وكيف يمكن لي أن أعيش بدونه بعد أن أدمنت الحيث معه. لم تركني فجأة وبدون مقدمات؟
بدأت جحافل من الهواجس تستقر بذهني. إحداها تصرخ بي، لم وافقت على طلب صداقته منذ البداية؟ وكيف لك أن تثقي بكائن افتراضي لم يكلف نفسه حتى بكشف هويته أو صورته الى حد اللحظة؟ أنت ساذجة حقا. من أدراك من يكون؟
تعالى صوت آخر يقول، لعل زوجته ضبطته يغازلك فضحى بك من أجلها؟ وعلا صوت آخر ساخرا، كم كنت ساذجة، ساذجة، ساذجة. أضعت وقتك وأجهدت نفسك في الوهم.
وصرخ بي آخر، لا لا تصدقي ظنونك إنه يحبك. هناك خلل ما قد طرأ وسيعود ليبرر لك ما حصل. لا بد أن حسابه قد تعرض إلى قرصنة وأغلقه مؤقتا أو قد يكون حجبا مؤقتا من إدارة العالم الافتراضي. نعم هو يحبك ولا يمكنه أن يتخلى عنك. لكن إن كان حقا يحبني لم لم يعطن رقم هاتفه للإطمئنان عليه إذا جد حادث جلل كهذا ؟
شعرت بدوار شديد وغثيان . تكورت على نفسي كجنين من شدة الألم .مددت يدي وجذبت شاشة الكمبيوتر المفتوحة أمامي وكلي أمل في تلقي رسالة قد تخمد عذاباتي المتأججة. تكاثر ضجيج الأصوات في رأسي ولم اتخلص منها إلا عندما أطبقت عيناي دون إرادة مني.وبعد مدة لم أعد قادرة على تحديدها .فتحت جفني الثقيلين بصعوبة . لم أعد أميز إن كنت نائمة أو مغمى علي . ورغم أن الرؤية كانت ضبابية إلا انني عدت ولامست بسبابتي . زر الكمبيوتر ما أن دخلت صفحتي حتى تراءت لي رسالة . تحمست لفتحها لعلها تكون الرسالة المنتظرة .لكن سرعان ما أصابني الفتور والملل .إنها رسالة من إبتسام إحدى رفيقات الدرس تقول فيها ." لقد أنهيت قصة "قيس ابن الملوح "معك. الإمتحانات تداهمنا .كفانا لعبا .حان وقت الجد. وحظ سعيد في المراجعة وإلى اللقاء في مقلب آخر" وذيلتها بصورة لوجه ضاحك .
مواضيع مماثلة
» سعاد ـــ قصة قصيرة ............./ بقلم : سعيد الدمشقي
» هويتي ...................... بقلم : د.صالح العطوان الحيالي
» حلم .. قصة قصيرة بقلم القاص والشاعر : علي السلطاني
» هويتي ...................... بقلم : د.صالح العطوان الحيالي
» حلم .. قصة قصيرة بقلم القاص والشاعر : علي السلطاني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يونيو 25, 2017 2:25 pm من طرف Admin
» المايسترو عبد الرزاق العزاوي ...... في ضيافة البيت الثقافي البابلي
الأربعاء مارس 29, 2017 4:56 am من طرف Admin
» امي فيض الحنان....................... احمد جابر محمد
الأربعاء مارس 29, 2017 3:16 am من طرف Admin
» سألتني ذات مساءٍ... أريدُ ورداً و قصيدةً... د . مثنى الأنصاري
الثلاثاء مارس 28, 2017 7:39 am من طرف Admin
» صلة الرحم والتواصل الاجتماعي على مستوى الأسرة الواحد ... ـد.صالح العطوان الحيالي
الإثنين مارس 27, 2017 12:38 am من طرف Admin
» صلة الرحم والتواصل الاجتماعي على مستوى الأسرة الواحد ... ـد.صالح العطوان الحيالي
الإثنين مارس 27, 2017 12:37 am من طرف Admin
» أنا ابنة مدينة يسامح فيها العجينُ رغيفَ الخبز والخباز والنار... شعر : ريما محفوظ / سوريا
الإثنين مارس 27, 2017 12:05 am من طرف Admin
» الشاعران السوريان ... بديع صنقور ونجاح أبراهيم في ضيافة شعبة المبدعين العرب والبيت الثقافي البابلي
الأحد مارس 26, 2017 6:09 pm من طرف Admin
» مبارك .... الدكتوراه
الإثنين مارس 20, 2017 5:23 am من طرف Admin