الأمن الغذائي والأمن الدوائي

من طرف **Admin** الثلاثاء يوليو 30, 2013 9:16 am

الأمن الغذائي والأمن الدوائي
علي العوادي

لا شك في ان مسالة الامن الغذائي وامن الدوائي من المهمات الجسيمة التي تقع على عاتق الدولة ما تملكه من سيطرة مركزية على الثروات الطبيعية والايرادات من الصناعات الانتاجية والخدمية ولما تملكه من السلطات تشريعيه وتنفيذيه لا صدار القوانين التي توجه القطاعين العام والخاص للعمل وفق السياقات العلمية المدروسة التي تصب في مصلحة المجتمع بعد توفير المستلزمات الضرورية لتلك القطاعات لإنجاح مهمتها في تحقيق الهدف المنشود ألا وهو خدمة المواطن.
وبعيدا عن السياسة والسياسيين وبعيدا عن لغة الذم أو الإطراء لأي طر ف كان ولكن من مبدأ (رحم الله أمريء انصف الناس من نفسه )حديث نبوي فان اسواقنا اصبحت تعج بمختلف انواع البضائع والسلع المحلية على قلتها والمستوردة من شتى بقاع الارض فلا مجال لذكر كميتها وانواعها ولكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو مسالة توفر
(الغذاء والدواء)لأنهما من أساسيات الحياة لكل مواطن . صحيح إن النهج الاقتصادي للدولة اتجه نحو السياسة السوق اي (العرض والطلب )كما هو معمول به في معظم الدول المتقدمة الا ان تلك الدول تتدخل احيانا الى الحد الذي يستوجب إصدار أو سن قوانين اقتصادية صارمة لحماية اسواقها من سياسات(الاغراق الاقتصادي) والذي تتبعه بعض الدول المتنافسة على تسيد حركة التجارة في العالم او من سياسات العبث والجشع الاستغلال غير المشروع من قبل بعض المتنفذين والذي يخالف الأنظمةالاقتصادية لتلك الدول . وعليه فان على الدولة وضع خطط استراتيجية للنهوض بمستوى انتاجية القطاعين الزراعي والصناعي وكذلك وضع خطط استيرادية مدروسة لسد النقص الحاصل في المنتج المحلي لضمان حصول المواطن على كافة احتياجاته من اي مادة وفي اي وقت يشاء فليس من المعقول ان يشح الإنتاج الزراعي لدينا في اوقات معينه من كل سنة ونبقي على سياسة التقنين او منع استيراد تلك المنتجات من الدول الجوار بحجة حماية المنتج المحلي وليس من المعقول ايضا ان نبقي الحدود مفتوحة على مصرعيها اذا كانت هناك وفرة في ذلك المنتج . وعلى الدولة ايضا تشكيل لجنان متخصصة لمتابعة كميات وأسعار ونوعيات المنتجات والسلع الأساسية المستوردة وبالأخص الأدوية ووضع حلول جذرية للتفاوت في اسعار البيع من صيدلية الى أخرى ولدواء معين بذاته . وهل هناك ضير في وضع لواحات تعريفية بأسعار الأدوية على واجهات الصيدليات الخاصة حتى لايستغل المواطن المغلوب على أمره من قبل ذوي النفوس الضعيفة ؟والغريب في الامر أن بائعي الفواكه والخضر في أسواقنا الشعبية من الأميين
وحاملي الشهادات البسيطة قد سبقوا غيرهم في الوصول إلى هذه الظاهرة الحضارية 0 من هذا نستنتج أن الدولة ليست مسئولة عن توفير المواد الأساسية في الأسواق فحسب بل هي مسئولةعن متابعة كميات وأسعار تلك المواد وبالأخص (الغذاء والدواء) فالجوع والمرض سببان رئيسيان في تحييد الفرد عن المحيط الذي يعيش فيه وبسبب ذالك قد (يتسافل)ذالك لفرد في افكارة وليسلك اقصر السبل حتى لو كانت غير شرعية لتحقق مبتغاة وبعكسه فالعقل السليم في الجسم السليم وعندما يكون العقل سليما فان أفكار الفرد تتسامى وتبتعد عن صغائر الامور لتتجه نحو الابداع وبما يخدم المصلحة الشخصية والمصلحة العامة ..