قصة قصيرة .. نور الهدى كناوي

من طرف **Admin** الإثنين أكتوبر 24, 2016 1:01 pm

الرئيسية >> ثقافة
الاثنين 24 تشرين الاول 2016

قصة قصيرة

هل هذا هدوء ؟!

نور الهدى كناوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تغطت بالسواد من رأسها حتى اخمص قدمها لم يظهر منها سوى قرص وجهها الهادئ ، بالنسبة لام فقدت 7 اولاد دفعة واحدة كيف لها ان تكون هادئة يبدو الامر ضرب من الخيال لكنها كذلك ، هادئة جداً على كفِ يدها فراشة كبيرة ، الاساطير تقول ان ارواح الاموات تأتي على شكلِ فراشات ، تلك الفراشة زارت السيدة الكبيرة لتمتص من روحِها كل الحزن ليظهر وجهها بذلك الهدوء المقدس .
- يمه احمد جيت تزورنه مشتاقيلك يمه ..
قالت بصوت هادئ حنون والفراشة صعدت على كتفِها على رأسِها عادت لوجِهها لخدها لشفتها كأنها تقبلها .
من يدري لعل اروح الاموات تتحول لفراشات حقاً ، لعل الله انزل السكينة على روحِ تلك الام المسكينة التي لا ذنب لها في صراعات السياسيين وتدخلات خارجية لهذا القطر المنحوس ، فسكانه في حربٍ منذ عقود ، ما ذهب الامهات والاطفال بما يجري ؟؟ حرب من هي ؟؟ حرب اللصوص لاستحواذِ على المالِ ؟ هم سرقوه بالفعل ربما هي حرب بين لصوص انفسهم لسرقه مال بعضهم ، وما هذه الارض الا ساحة لهم كلنا متفرجون وكلنا ضحية ، هل سيتحول الشهداء كلهم لفراشات ويزورون احبائهم ؟؟
- يمه جيت تسلم عليه ، يمه فكدناكم ، يمه احمد
من دونِ ابناءها ذكرت احمد وكأنها ترد على حديثها ، ماذا لو كانت لتلك السيدة الكبيرة مكانه خاصة عند الله ليهبها هذه السكينة ويرسل لها روح ابنها بشكل مخلوق صغير رقيق ، ماذا سيقول المجرمين لله ، واي حساب يشفي غليل الامهات ؟